languageFrançais

العمّ الطاهر.. شيخ شبّ على حبّ القراءة وتأليف الشعر والتدوين

This browser does not support the video element.

العمّ الطاهر الحداد كما يُناديه كلّ أبناء جهته، هو شيخ أصيل منطقة قصر اولاد بوبكر من معتمدية البئر الأحمر بولاية تطاوين، يبلغ من العمر 72 سنة. ويعتبر من أكثر المولعين بالقراءة جهويا، حيث عُرف من صغره بكتاباته الشعرية وتدوين أبرز المحطّات الجهوية والوطنية سواءً بأبيات شعرية أو بخواطر ضمنها كلّها في كتب لم ينشرها، ويحتفظ بها لنفسه.

كتب العمّ الطاهر في الشعر العامي والملحون والفصيح الموزون على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي، وشارك في العديد من المهرجانات. كما كانت له كتابات في مجلّة الفكر للمرحوم محمد مزالي، وذلك في أوائل السبعينات، وله الآن العديد من المخطوطات على غرار "تقول أمي" الذي يحتوي على 200 مثل شعبي، بالإضافة إلى مخطوط ثاني تحت عنوان "رسالة من الآخرة " يتحدّث فيها عن نفسه بعد الوفاة وكيفية تواصله مع أهله وأصدقائه.

العم الطاهر اختار كتابة أشعاره وخواطره في غرفة بـ "قصر أولاد بوبكر"، اطلق عليها اسم "ملتقى الاجداد" في حركة رمزية أراد منها التعبير عن اعتزازه بموروث أجداده ورغبة منه في تجميعه والمحافظة عليه من الاندثار.. فلا تحلو له الكتابة أو القراءة إلاّ وهو محاط بصور ووثائق تاريخية وآلات تقليدية تجسد حياة الأجداد وتوفّر له فرصة العودة في الزمن والعيش مع القصة أو القصيدة في زمانها ومكانها.

وقد أكّد عم الطاهر أنّ "ملتقى الاجداد" ليس خاصّ به فهو عبارة على متحف مفتوح للعموم، وقد وضعه على ذمّة الجميع للسفر في مراحل التاريخ والنبش في الذاكرة الشعبية لما يحتويه من آلات استعملها الأجداد في حياتهم اليومية بالإضافة إلى حفظ تراث منطقة قصر أولاد بوبكر. 

ويعتبر العديد أنّ قصّة العم الطاهر جزء من تاريخ الجهة لما تتضمنه كتاباته من معلومات تاريخية هامّة بالإضافة إلى أنّه مثال للتحدي والتمسّك بالعلم بالرغم من الظروف الحياتية الصعبة. وقد دوّن كلّ ذلك في قصة حياته رغبة منه في نشر ثقافة القراءة وأهمية التمسّك بالقلم والكتاب في ظلّ التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم، فغرفته خالية من كلّ مظاهر العولمة والتكنولوجيا لكن مليئة بأشياء ثمينة تاريخيا وعلميا وقد تكون في يوما مرجعا للأجيال القادمة.

الحبيب الشعباني